بمجرد أن تقع عيناك على الكلمة، تبدأ في رؤيتها في كل مكان: المرونة، أي القدرة على التكيف. إذا كان عام 2020 هو عام الاضطرابات، فقد يكون عام 2021 هو عام القدرة على التكيف. فالمرء بحاجة إلى التحلي بالقدرة على التكيف في ظل وجود جائحة أو كوارث طبيعية، وهناك محاولة لبناء قدرة أوسع نطاقاً على التكيف في المجتمعات والبلدان، لمساعدتها على مواجهة التغير المناخي أو الخلل السياسي أو الصدمات الاقتصادية.
وبهذه الروح، يُطلق على أحدث مشروع لدينا اسم «إيجاد القدرة على التكيف». ربما تكون قد شاهدتَ بالفعل قصصاً أو حضرت ندوتَنا عبر الإنترنت في وقت سابق من هذا الشهر. والهدف هو البحث عن مكان عمل المرونة وتسجيل كيف يجدها الناس في أنفسهم وفي جيرانهم. ومن خلال القيام بذلك، فإننا أيضاً ندلي ببيان: المرونة لا تتعلق بقوة الإرادة الصلبة. وهي كذلك لا تقبل الظروف المأساوية أو الظالمة التي تؤججها. إن المرونة ضرورية من أجل التقدم.
الحل يَظهر أحياناً، وفي حالات قد تظل التحديات قامةً. لكن المرونة تتعلق بإيجاد طريق لتحقيق انتصارات ذات مغزى حتى وسط المحنة. إنها بداية التغيير.
خلال ندوتنا عبر الانترنت (ويبنار)، ركّزنا على مقال بقلم هاري بروينيوس حول الكيفية التي يمكن بها لحي برونكس، في مدينة نيويورك، إيجاد القدرة على التكيف في خضم الجائحة. ورحبتُ أنا وهاري بفيرونيكا كيروجا، قائدة مشروع التاريخ الشفوي لحي برونكس أثناء «كوفيد-19»، لتتحدث عن الإلهام والبصيرة التي وجدتها على طول الطريق. وقالت كيروجا إنها أدركت في وقت ما أنها تستطيع القيام بالمزيد. ورأت، وهي طالبة في السنة النهائية بجامعة فرودهام في نيويورك، حيَّها الحبيبَ برونكس وقد دمَّرته الجائحة. لذلك فقد فعلت ما اعتقدت أنه يمكنها القيامَ به بشكل أفضل: لقد أتاحت الفرصة لجيرانها للتعبير عن أنفسهم وعما يريدونه.
وكان نتاج ذلك هو مشروع التاريخ الشفوي الذي كان أكثر من مجموعة عمل. وبالنسبة لكيروجا، فإن إدراك قوتها وأهمية مشروعها أعطياها إحساساً أوسع نطاقاً بالتعافي. وكما أخبرتني: «لقد أدى شفاء نفسي خلال فترة من عدم اليقين والشدائد والحزن إلى شراكات مع أفراد أرادوا جميعاً، بلا شك، توفير فرصة لتعافي برونكس».
لم يمنح المشروع أولئك الذين شاركوا فرصةً للتعبير عن حزنهم فحسب، بل أيضاً مكاناً للتحدث عن التعاطف الرائع، والمجتمع، والقدرة على التكيف التي تم التعبير عنها. تقول كيروجا إن الأمر كان فقط يتطلب «المشاركة بفاعلية في التاريخ الذي كنت حريصة للغاية على الحفاظ عليه وحمايته».
تقول ماري باكر إدي (مؤسسة العلم المسيحي في عام 1879، وهو نظام أميركي بروتستانتي للفكر الديني والممارسات العقائدية اعتمدته كنيسة المسيح العالِم) إنه يجب أن «نبارك البشرية جمعاء».
وأثناء البحث عن المرونة، نأمل أن نقدم دليلاً على أن القوة والثقة في المضي قدماً هي بالفعل موجودة بداخلنا جميعاً. ومن خلال ندواتنا، نأمل أن نكون مصدر إلهام للعمل.
مارك سابنفيلد
مبرمج ورجل أعمال أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»